تاريخ الصراع في كشمير
إن المثوى الأخير للملك يوسف شاه تشاك -آخر حاكمٍ ذو سيادة لكشمير، والذي تعرض للخيانة والسجن وأرسل إلى بيهار ليكمل بقية حياته اليائسة هناك- يقف شاهدًا على قضية كشمير. وقد استمرت هذه القصة الفظيعة بإزعاج الكشميريين بطريقة غريبة. إذ أن كمية العاطفة التي تثيرها تلك القصة والمعاناة الروحية التي تغذيها والغضب الشديد الذي تشعله سريالي. وفي هذه القصة البائسة، يُعاد إحياء حسرة الملايين من الكشميريين بشكلٍ واضح. وبدون أدنى شك، إن هذه القصة الكشميرية مرغوبة ومع ذلك مكروهة، محبوبة ولكن معذبة، جميلة ولكن مدمرة. التاريخ بالنسبة للكشميريين ليس البارحة حيث أن كتابته لم تنتهي بعد وهو يُصنع الآن في زمننا الحاضر.
في عام 1586، قبل الملك يوسف شاه شاك دعوة سلام سلام من الإمبراطور المنغولي أكبر. حيث حاول الإمبراطور المنغولي العظيم غزو كشمير في محاولتين سابقتين لكنه تعرض لهزيمة مذلة إذ تمت هزيمة جيشه من قبل المحاربين الكشميريين الأشداء في المواجهة المباشرة. استنتج الإمبراطور بعد تفكير متأني أن استمرار الحرب المباشرة أمر غير ممكن فقد أثبت المحاربون الكشميريون أنهم أقوى من أن ينتصر عليهم جيش المغول. لاحقًا وبدلًا من الانخراط في المزيد من المعارك ضد قوة قتالية مصممة ومتفوقة بدون أدنى شك، استخدم الإمبراطور أكبر المكر حيث قام بدعوة الملك يوسف شاه شاك إلى دلهي لإجراء مفاوضات. عند وصول يوسف شاه شاك تم إلقاء القبض عليه وسجنه وإرغامه على عيش أيامه الأخيرة في بيهار بعيدًا عن وطنه الحبيب. في ذلك اليوم تم حياكة قصة حكاية الغدر والسلب اليائسة هذه في نسيج المجتمع الكشميري، والتي يعاد سردها في كل أسرة كشميرية منذ ذلك الحين.
طغيان دوغرا - معاهدة لعام 1846 – بداية المقاومة أمريتسار
اذ لم يرتكب لا المغول ولا الأفغان أنواع الوحشية المروعة والفظائع البشعة مثلما فعل دوغراس الأجنبي. تم ترسيخ النضال المطلق من أجل "الحرية" في كشمير منذ أن قايضت بريطانيا كشمير بمعاهدة أمريتسار سيئة السمعة عام 1846. حيث تم بيع كشمير بأكملها بما في ذلك سكانها لعائلة دوغرا مقابل 150.000 دولار أمريكي وتم توقيع هذه الوثيقة الشنيعة من قبل المهراجا جولا سينغ لأجل خدماتٍ مقدمةٍ للملكة
التي لم تكن من الكشميريين أو من سكان المنطقة المتنازع عليها. قام أولئك الذين يفتقرون السلطة والشرعية –البريطانيون- ببيع أرضًا وشعبًا وماشيةً لشخصٍ آخر بدون سلطة أو شرعية. نتيجةً لمعاهدة أمريتسار ظهرت ولاية جامو وكشمير المحكومة من قبل أمير. وعبّر المهراجا غير الشرعي عن تبعيته للراج البريطاني من خلال الجزية السنوية والدفع مقابل الحماية البريطانية. إن إجرام وانتهاكات نظام دوغرا لا تعرف حدودًا، فقد حرم الأغلبية المسلمة حقهم ومنعهم من تقلد المناصب الرسمية في الإدارة والجيش والشرطة والتعليم. وفي هذه الفترة سعى نظام دوغرا لتقسيم المجتمع الكشميري على أسسٍ طائفيةٍ وعرقيةٍ وثقافية. في الواقع، لم تظهر دورة العنف الحالية حتى بداية هيمنة نظام دوغرا الشرير.
مجزرة 1931
قام حكام دوغرا بقمع الشعب الكشميري بعنف وطرقٍ غير إنسانية لدرجة أن حكمهم بقي محفورًا للأبد في أذهان الناس بسبب شناعته. لقد ظهرت حركة الحقوق الاجتماعية الاقتصادية والسياسة في حقبة القمع تلك وفي الوقت الذي كانت تجري فيه حملات الاعتقال الجماعية مما أدى إلى أن تصبح الاحتجاجات أكثر شيوعًا. سيحصل بعد ذلك حدث سيغير الوعي الكشميري السياسي بطريقة لم يسبق لها مثيل.
قام حكام دوغرا بقمع الشعب الكشميري بعنف وطرقٍ غير إنسانية لدرجة أن حكمهم بقي محفورًا للأبد في أذهان الناس بسبب شناعته. لقد ظهرت حركة الحقوق الاجتماعية الاقتصادية والسياسة في حقبة القمع تلك وفي الوقت الذي كانت تجري فيه حملات الاعتقال الجماعية مما أدى إلى أن تصبح الاحتجاجات أكثر شيوعًا. سيحصل بعد ذلك حدث سيغير الوعي الكشميري السياسي بطريقة لم يسبق لها مثيل.
المؤتمر الإسلامي لعام 1931
نتيجة للاضطهاد، عقد المجتمع الكشميري المؤتمر الإسلامي والذي تم ترأسه بشكل أساسي غلام عباس وشيخ عبد لله. وقد قامت هذه المنظمة بحملة من أجل إنهاء حكم دوغرا ودعمت حركة الرابطة الإسلامية بقيادة محمد علي جناح. لكن بعد ذلك تضاربت الرؤى والمسارات الفكرية لكلا الرجلين وخاصةً فيما يتعلق بمستقبل ولاية جامو وكشمير الأميرية.
المؤتمر الوطني لعام 1939
.. ترك شيخ عبد الله المؤتمر الإسلامي وأنشأ في عام 1939 المؤتمر الوطني. وبقيامه بهذا، كان مسؤولًا بشكل مباشر عن تمزيق الحركة الكشميرية الموحدة لإنهاء الحكم الغير شرعي لعائلة دوغرا. مع ذلك فقد كان طموحًا ومتلاعبًا مغرورًا. حيث كان يتلاعب بهدف تعزيز موقعه وسلطته، ومن خلال ذلك قام بإعاقة الشعب الكشميري بكامله. ومنذ ذلك الحين والكشميريين يدفعون الثمن.
تقسيم الراج البريطاني لعام 1974
في أغسطس عام 1947، ألغى البريطانيون سيادتهم عن أراضيهم في جنوب آسيا مما نتج عنه إنشاء دولتين مستقلتين: الهند وباكستان. وفي ليلة السابع وعشرين من رمضان المعروفة بليلة القدر انضمت دولة باكستان إلى الأمم المتحدة. مما يميز باكستان أنها كانت الدولة الأولى التي صُنعت باسم وروح معتقداتها الدينية وليس هويتها العرقية إذ كانت تنبغي أن تكون "نموذجًا لدولة الرفاهية الاسلامية"، حيث يمتلك المسلمون الحرية لتأسيس حضارتهم ومؤسساتهم وبناهم الاجتماعية.